العائدون من ليبيا «داعش» اختطفتنا أثناء العودة إلى مصر.. وتعرضنا للتعذيب..
والمخابرات أنقذتنا من الموت
طارق حسن
روى العمال المصريون الخمسة، أبناء محافظة الدقهلية، العائدون من ليبيا بعد تحريرهم من عصابة تتبع تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، أنهم تم اختطافهم على يد العصابة على الطريق الغربى أثناء عودتهم إلى مصر، بعدما استولوا على ما بحوزتهم، والإلقاء بهم فى مخزن مهجور، وتعذيبهم بالضرب والجلد والصعق بالكهرباء وقطع المياه والطعام عنهم، حتى تمكنت المخابرات الحربية المصرية من تحريرهم دون دفع أى فدية.
وقال أحمد الشحات عبدالحميد، أحد العائدين: «أوقفت العصابة السيارة التى كانت تقلنا على الطريق الغربى، ونحن فى طريقنا إلى مصر، وأنزلونا واستولوا على كل ما كان فى حوزتنا، ثم استقلوا بنا سيارة شيفروليه 2 كابينة، حيث تم وضعنا فى الصندوق، وتغطيتنا ببطانية وضع فوقها شباك، وأوثقونا بالحبال، وانطلقت بنا السيارة فى الصحراء بسرعة تزيد على 200 كيلومتر».
وأضاف: «ألقت بنا العصابة فى مخزن مهجور وفوجئنا بوجود أفارقة مختطفين، وبدأ أفراد العصابة فى تعذيبنا صعقاً بالكهرباء، والجلد، والضرب المبرح، وسبنا، وظللنا بعدها 4 أيام بدون طعام ولا شراب بالرغم من كوننا صائمين، كما كنا 9 أفراد نتناول مياه الشرب من جركن واحد».
وذكر: «كان بيننا شاب مصرى من محافظة كفر الشيخ، أطلق أفراد العصابة النار على قدميه، ولم يتم علاجه، حيث تركوه حتى أصيب بغرغرينا حتى مات، بسبب إبلاغ شقيقه للسلطات عن العصابة بعد تسليم الفدية المطلوبة لعناصرها»، مضيفاً: «كان من بين المختطفين أيضاً سودانيان اثنان، وصومالى، عرفنا أنهم لم يشربوا مياهاً نظيفة منذ شهر ونصف الشهر، لأنهم فقراء ولا يستطيعون دفع الفدية».
وأوضح: «كانت العصابة مطمئنة إلى أننا سندفع الفدية المطلوبة، حيث كانوا يطالبوننا بالاتصال بأسرنا مرة كل ساعة تقريباً لطلب الفدية».
وقال صالح جابر يونس، 39 سنة: «فى بداية الخطف تعرضنا للتعذيب والضرب بدبشك الأسلحة على رؤوسنا، حيث تفننوا فى تعذيب مجموعتنا وشاهدت المصرى الذى قتلوه، بالرصاص، وهو من مدينة كفر الشيخ، وظللنا بلا طعام ولا شراب نسمع يومياً سباً للجيش المصرى، وللرئيس عبدالفتاح السيسى».
وأضاف: «قبل نقلنا إلى المخزن المهجور حاولوا نقلنا إلى عدة أماكن أخرى حتى لا يتم رصدنا أو تحديد مكاننا، من بينها خندق فى الصحراء، وضعونا فيه مع آخرين ينوون الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، وتفننوا فى تعذيبنا، وإذلالنا».
وأشار قائلاً: «علموا من أحد المعسكرات أن المخابرات المصرية تستعد للهجوم لإطلاق سراحنا، فاتصلوا بزعيم العصابة فى تونس لإبلاغه، فطلب منهم إطلاق سراحنا فوراً».
وأوضح: «من فضل الله علينا أن زعيم العصابة كان فى تونس، حيث أخبرنا الأفارقة المحتجزون بأنه قتل 27 مصرياً من قبل بدم بارد»، مضيفاً: «كان شقيقه الأصغر هو الذى يدير العصابة، وفور علمه بأن المخابرات الحربية المصرية حددت مكان وجودنا بدا عليه الارتباك ووافق على الفور».
وقال شوقى محمد على عبده: «لم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم، وظللنا بلا طعام لمدة 4 أيام، وبعدها أحضروا لنا جركن مياه مالحة للشرب، وكنا نشرب جميعاً منه، ونحاول الاحتفاظ بأكبر كمية للإفطار والسحور، وظلوا يسبون الجيش المصرى والرئيس السيسى طيلة لقائنا بهم، وكان كل قصدهم من اختطافنا الحصول على الفدية، وليس قتلنا، ولكننا كنا متأكدين أنه من الصعب على أسرنا تدبير المبالغ المطلوبة».
وأضاف: «الحمد لله أننا وصلنا إلى مصر مرة أخرى، ورأينا أسرنا من جديد، حيث لم نصدق أننا سنعود مرة أخرى إلى مصر، أشعر بأننى كنت فى حلم لم أفق منه حتى الآن».
وغمرت السعادة أهالى قرية البقلية التابعة لمركز المنصورة، حيث خرجوا جميعاً للاحتفال بعودتهم وسط إطلاق الألعاب النارية، وزغاريد النساء، وترديد الأغانى الوطنية عبر مكبرات الصوت، أمام منزل كل واحد من المحررين، بعدما سادت حالة الترقب بينهم منذ إبلاغهم بإطلاق سراحهم ومغادرتهم الحدود الليبية وتوجههم إلى مدينة الإسكندرية ومنها إلى شواطئ جمصة.
وقالت هناء على إبراهيم، والدة السيد الشحات، وهى تحتضن ابنها وسط دموع الفرح، «لم أزغرد منذ سنوات، ووجدتها اليوم تخرج منى تلقائياً فرحاً بعودة أبنائى الخمسة»، مضيفة: «كنت أبكى عليه ليلاً ونهاراً، وأحمد الله على عودته سالماً إلىَّ».
وتوجه الأهالى للاحتفال بعودة العمال الخمسة أمام منازلهم، مرددين الأغانى الشعبية، والهتاف بأسمائهم، وهتافات «الجيش والشعب.. إيد واحدة»، موجهين الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجهاز المخابرات الحربية نظير دورهم فى إطلاق سراح ذويهم من يد العصابات الإرهابية.