سرت ” مدينة الموت وعاصمة الدواعش فى الشمال الافريقى “
كتب طارق حسن
سرت العاصمة الداعشية الليبية وهي بأهمية الرقة العاصمة الداعشية في سوريا وبأهمية الموصل العاصمة الداعشية في العراق.
ثلاث مدن اصبح مجرد ترديد اسماؤهم في وسائل الاعلام يصيب الانسان بالرعب والفزع وما يزيد من سوء الامور خروج عمليات فيديوهات وصور لعمليات اعدام بشعة داخل الثلاث مدن المذكورة.
تختلف الاوضاع السياسية في كل بلد عن الاخر ولكن في ليبيا الارض التي يقف عليها الدواعش ارض مهتزة فليست لهم حاضنة شعبية او وزن او ثقل سياسي او عسكري عكس الحال في سوريا والعراق حيث يتغذي الدواعش علي نيران الطائفية والجميع يعلم ما اقصد بالتحديد.
لن أزيد في الشرح عن بداية الازمة الليبية وكيف بدأت ولكن الوضع كما هو معروف صراع بين دولة ليبية انبثقت من انتخابات وبين نظام اخواني مدعوم خارجياً خسر الانتخابات واستقوي بالخارج وبالسلاح.
الحكومة الشرعية الليبية تسيطر علي الشرق الليبي والاخوان يسيطروا علي الغرب وللتوصيف الادق :
الجيش الليبي يسيطر علي بنغازي
الاخوان يسيطروا علي مصراتة وطرابلس
لكن نقطة الوصل والحلقة الاهم والاضعف كانت سرت النقطة الفاصلة بين الشرق والغرب هي الان تحت سيطرة الدواعش ولكن كيف بدأت القصة ؟
الاخوان يسيطروا علي الدولة بكامل مفاصلها وبعد هزيمتهم في الانتخابات سيطروا علي سرت بقوة السلاح وفي غضون ساعات ولا اعلم ان كنت مبالغاً ان وصفتها دقائق خرج الاخوان من سرت وتركوها بالكامل وفجأة وبدون سابق انذار اعلن الدواعش سرت ولاية داعشية تحتكم لأبوجهل البغدادي.
الاخوان كالوا الاتهامات للجميع وقالوا ان من يحكم سرت هم عناصر النظام السابق وفلول القذافي وان ليس لهم شأن بهم ، نفس الامر مشابه كما تبرأ الاخوان من دواعشهم في سيناء قبل اعتراف البلتاجي الشهير ، بها وفي كل مرة كانوا يتهموا الانظمة السابقة بأنهم من صنعوا هذة الانظمة رغم ان صنع نظام الاسد لداعش في سوريا فيه جزء من الحقيقة ولكن الحقيقة ان الدواعش في القطر الليبي عملوا تحت امرة الجهادي الشهير بلحاج وكانوا اداة شرعية لقمع الشرق الليبي واخضاعه بالقوة ولكن لا اعلم هل هؤلاء الجهلة نسوا انهم يعيشوا في مجتمع قبلي !! ربما فهذة دائماً صفات الاغبياء والخوارج.
سرت ستكون حاسمة بشكل لا يتخيله الكثيرين فهي من ناحية ستعطي تفوق واعادة بث للروح في الحكومة الليبية وتقوية موقفها امام المجتمع الدولي في المفاوضات المزعومة وستكون طريق ممهد لإسقاط طرابلس.
في الحرب ضد القذافي والتي تمت بدعم جوي من حلف الناتو وبمشاركة بعض الدول العربية والتي كانت بعض الدول من دولنا العربية تشارك بنية صافية لا تريد اي مصلحة عكس بعض الدول الاخري التي شاركت من اجل الفتن ،، كانت الحرب الليبية تتأرجح في الكر والفر في مدن اجدابيا ورأس لانوف والبريقة وبن جواد واعتقد الجميع ان الحسم لابد ان يسير بهكذا الاتجاه لتمر القوات المتقدمة من هذا الاتجاه الي سرت ثم لمصراتة ثم لطرابلس ولكن النتيجة كانت خلافاً لذلك فكانت الضربة المميتة هي خروج طرابلس عن السيطرة عبر قوات من الجبل الغربي الليبي وسقطت العاصمة بالخيانة وبعدها فتحت قوات القذافي وقتها الخطوط ودخلت في وضع اشبه بالاستسلام لتخرج ليبيا عن كامل السيطرة.
اليوم ربما يكون الوضع اكثر سهولة فسرت اصبحت علي الابواب ومعني تحريرها فعلياً اي ان امام قوات الجيش الليبي طريقاً مفتوحاً للدخول لمصراتة “معقل الاخوان والجماعات المتطرفة في ليبيا” وللعلم الان الاخوان بدأوا بالتمترس في مصراتة لكن اكثر شئ يثير قلقهم الان هو مصير العاصمة طرابلس القابعة تحت طرابلس حيث يخاف الاخوان الانسحاب منها والانطلاق لحماية مصراتة وبالتالي فقدان اي رصيد عسكري او سياسي او تفاوضي مستقبلاً وذلك اكثر ما يثير ريبتهم الان خصوصاً اذا علمنا ان بعض قوات الجيش الليبي وبعض القبائل الموالية للقيادة العليا للقوات المسلحة الليبية تنتظر تلك الفرصة ولكن ما ينقصها الدعم والعتاد نوعاً ما ولكن اذا انسحب الاخوان من طرابلس واتجهوا لمصراتة فنستطيع ان نتحدث عن تحرير العاصمة بخيانة مماثلة ومشابهة للوضع في البداية وستبقي مصراتة للاسف في ذلك الوقت تحت رحمة نيران المدفعية التي ستنتقم لكل شهيد تم قتله للاسف ونتمني من الله ان يحتكموا وقتها للعقل لانه للاسف متوقع مجازر شديدة او هروب جماعي عبر البحر للخارج لهذة الميليشيات وما لا نتمناه ابداً ان لا يموت او يقتل اي برئ او طفل او امراة او شيخ.
سيناريو ربما يكون خيالي نوعاً ما فالبعض ربما يتحدث انه سيناريو تكرر مرة ولن يتكرر ثانية ولكن كما تعودنا فالاغبياء يصلوا لهدفهم بطريقة غبية ويفقدوها بذات الطريقة الغبية ولعل ما حدث في مصر لهذة الجماعات خير دليل.
التحرك الليبي العسكري يأتي بعد دعم عربي للجيش الليبي والجيش الليبي الان انطلق من الشرق وانطلق من الجنوب والملاحظ دعم قبائلي منقطع النظير ودفع القبائل بشبابها من اجل التحرير.
ميليشيات مصراتة الاخوانية ستحاول تدعم الدواعش في الداخل بالسلاح نظراً لان الطريق مفتوح وهنا سيأتي دور الغطاء الجوي الليبي وفعاليته وهو ما سيحسم المعركة لان حسم المعركة لمصلحة الجيش الليبي يأتي بدعم شعبي ليبي اما الخسارة فذلك ما يسعي اليه الاخوان واصدقاؤهم الذين اختلفوا بإستمرار علي مدار الشهور الماضية ولكنهم سيتحدوا اليوم وسينسوا كل شئ وسيملأوا عقولهم خرافهم بالثأر وبالقتل وبالدم تحت حجج واهية.
معركة سرت ستكون في غاية الاهمية لكن اسوء شئ حدث في الفترة الماضية هو تهديد وزارة الدفاع الايطالية علي لسان الوزيرة الايطالية روبيرتا بينوتي من اقدام حفتر علي اي عملية هجومية ضد داعش ولكنها لم تسمي داعش بالاسم ولكنها تركت الامور متأرجحة وقالت ان العمليات التي سيقودها حفتر سيتم ادانتها من المجتمع الدولي ومن ايطاليا وقد سبق للوزيرة الايطالية ان اعلنت في فبراير الماضي ان روما تتطلع لإستعادة مجدها في ليبيا وانها طلبت من حلف الناتو ارسال قوات بحرية لمراقبة السواحل الليبية بزعم ايقاف الهجرة الغير شرعية واعلنت سابقاً ان فرنسا وبريطانيا لن يقوما بأي عمليات عسكرية في ليبيا وان ايطاليا مستعدة لقيادة عمل عسكري في ليبيا بعد التوافق السياسي !!
اذا رأيت يا عزيزي الطليان “المحتل السابق لليبيا” لا يعجبهم شئ ويسيروا دائماً وراء بث الفتن والسموم فأعلم انك في الاتجاه الصحيح واذا علمت ايضاً ان خوان غرب ليبيا استضافوا الجنرال الايطالي باولوا سيرا لتأمين حكومة التوافق او الوفاق او ما الي ذلك من مسميات فأعلم ان الخنجر المسمي بالاخوان يطعن الجسد في القلب.
مصر كدولة ليس لها اي اطماع في ليبيا ورئيس الجمهورية اعلن سابقاً ان مصر كان بمقدروها القيام بعمليات عسكرية هناك ولكن مصر لن تقوم بهذة الخطوة حتي في اضعف احوال الدولة الليبية ، وذلك امراً طبيعياً جداً فمصر تتخذ موقف عروبي في ليبيا وليست محتل بالاضافة لان اهل مكة ادري بشعابها وكل ذلك ليس بمعزل عن نوايا الثعبان الاسرائيلي الذي يريد ان يفتح جبهة شاملة في الغرب المصري.
الطليان يريدوا ان يبقي الامر في حرب دائرة ومستمرة ليستطيعوا التسلل والدخول لحماية شركات وابار النفط التي تديرها شركاتهم هناك وفق ما اعلنت ايضاً وزيرة الدفاع الايطالية سابقاً والحل ان اتي مصرياً فستفقد ايطاليا امتياز السيطرة الدائمة وستبقي فقط كمقاول لا اكثر ومشتري ولن تزيد عن ذلك.
ليبيا الماضي كانت صحراء بالنسبة لإيطاليا تفرض بها هيبتها امام حلفائها بسبب مساحتها الشاسعة اما اليوم فهي ارض غنية وغنية جداً بالبترول وذلك لن يمر مرور الكرام علي الطليان.
اما بالنسبة لموضوع ريجيني الشاب الايطالي الذي قتل في مصر والذي تحدثنا عنه سابقاً ، اعتقد لوحظ للجميع ان فوهة البركان التي كانت مفتوحة تم اخمادها بالكامل ولم نعد نسمع شئ حتي التصريحات الايطالية والاوروبية توقفت بشكل كبير جداً ان لم يكن بالكامل خاصة بعد الاعلان الرسمي المصري بشكل كامل وصريح علي غير العادة عن دعم مصري لأحد الاطراف في خارج حدود الدولة المصرية .
إطلاق معركة سرت والتنافس الغربي علي تدمير ليبيا قبل ثروتها وعدم نسيان مصر ان الغرب يريد ان يبقي بشكل دائم في ليبيا لمحاصرة مصر فعلياً ليس بمعزل نهائياً عن معركة سرت الكبري كما اطلق عليها.
---------------------
.