كتب .. شريف القصاص ..
تفاصيل جديدة تكشفها التحقيقات الأولية للنيابة، وشهود العيان، فى مذبحة الرحاب، بعدما تم العثور على جثث رجل الأعمال "عماد س" 56 عاما، وزوجته "وفاء. ف" 43 عاما، وأبنائه "محمد" 22 عاما، و"نورهان" 20 عاما، و"عبد الرحمن" 18 عاما، داخل فيلا استأجروها بمدينة الرحاب.
وكشف أحد جيران الأسرة ، تفاصيل الجريمة، قائلا: "الفيلا هنا متأجرة، وعرفنا من فترة قصيرة إن صاحبها مديون، ولما سمعنا صوت طلقات نارية مكتومة بلغنا المباحث، عشان نعرف ونطمن إيه اللى حصل"، مضيفا: "لما رجال المباحث وصلوا وجدوا جثة الزوجة فى المطبخ، ومصابة بطلق نارى فى رقبتها".
وأكمل شاهد العيان حديثه قائلا: "المباحث لقت جثة الشاب الكبير على باب الفيلا، أول ما فتحوا الباب لقوا الجثة، تقريبا كان بيجرى وملحقش يهرب، ولقوا جثة الأب فى وسط البيت، ومسدس جنب إيده، والجثتين الآخرتين بجوار السلم".
فيما قال "محمد .ر" شاهد عيان، وأحد جيران الأسرة، إن عبد الرحمن النجل الأصغر لرجل الأعمال يعانى من إعاقة فى جسده، وكان شديد الحب لوالده، مؤكدا علم بعض الجيران بالضائقة المالية للأسرة بالكامل، خاصة أنهم اعتادوا على أن تعيش الأسرة فى مستوى معين.
من جانبه، قال "م.ن"، أحد أقارب الأسرة، إن الأسرة بالكامل يشهد لها الجميع بالاحترام والخلق الحسن، سواء بالعمل أو المدارس، أو الجامعات، أو المسجد أو الجيم، أو الأصدقاء أو غيرهم، مؤكدا أن الوالد بالفعل كان يمر بضائقة مالية بسبب ديونه، وخاصة أن لديه أموالا لدى بعض المتعاملين معه لم يستطع الحصول عليها، ولكن كانت الأسرة بحالة نفسية جيدة جدا.
وأفاد الشاهد، أن الأب لا يحمل أى أسلحة سواء مرخصة أو غير مرخصة، و"لا يمتلك قلبا ليقتل نملة"، وأنهم صعقوا عندما علموا بقتله أبناؤه وزوجته، وخاصة أن ابنه الصغير معاق.
وأوضح أن حادثة القتل تمت بأنحاء متفرقة بالفيلا، لأفراد الأسرة، ووجود السلاح بجوار الأب ليس دليلا كافيا على انتحاره.
من جانبها، أمرت نيابة القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد سلامة، بدفن الجثث بعد تشريحها، لكشف ملابسات الحادث، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث.
وذكرت التحقيقات الأولية للنيابة، أنه كان يوجد وسادة على وجه الجانى، وخزينة السلاح كانت ساقطة على الأرض، وأن دماء المجنى عليهم كانت متفرقة فى مختلف أنحاء الفيلا، وأن الدماء الموجودة بعيدة عن جثث المجنى عليهم، بما يشير إلى تحرك المجنى عليهم فى الفيلا، أو محاولتهم التحرك أو الهرب أثناء التعرض للرصاص.
وكشفت التحقيقات الأولية، أن السيارة الخاصة بالأسرة مستأجرة، كما أن إطاراتها متفرغة من الهواء.
وأكد مصدر بالنيابة، أن صاحب الفيلا ذكر فى التحقيقات الأولية تعذر دفع الأب المستأجر للإيجار منذ ثلاثة أشهر، لمروره بضائقة مالية كبيرة، بعد خسارته فى تجارته.
وكشف رجال المباحث، عن وجود سلاح نارى عيار 9 ملى بجوار رجل الأعمال، والذى جرى استخدامه فى ارتكاب الجريمة.
وأكدت التحريات الأولية، بعد سماع أقوال جيران المجنى عليهم، أن رجل الأعمال قتل زوجته وأولاده الثلاثة نظرًا لمروره بضائقة مالية كبيرة، واستيلائه على مبالغ مالية ضخمة من المواطنين، بعد اتهام بعض العملاء له بالنصب عليهم فى مبلغ مليون ونصف المليون جنيه، ما أدى لسوء الحياة الخاصة بهم خلال الفترة الأخيرة.
وفرضت الأجهزة الأمنية كردونًا أمنيًا بمحيط الواقعة، لإتاحة الفرصة لجهات رفع البصمات والطب الشرعى، لكشف غموض الجريمة، كما انتقل فريقا من نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة، لمعاينة موقع الحادث، والاستماع لأقوال الشهود.
وكشفت التحريات، أنه عقب تراكم الأحكام القضائية على رجل الأعمال، بسبب اتهامه بالنصب، لجأ إلى استئجار فيلا بمدينة الرحاب، ليكون بعيدًا عن أعين رجال الشرطة، وحتى لا يطارده أصحاب الأموال التى استولى عليها.
.