بعد مجزرة دالاس.. "الذعر" يسيطر على المدينة بعد تهديد من مجهول
طارق حسن
سيطر الذعر على دالاس مجددا أمس، إثر تلقي المقر العام لشرطة المدينة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة، تهديدا من مجهول، ورصد شخص مشبوه في أحد المباني، بعد يومين من إقدام قناص على قتل 5 شرطيين خلال تظاهرة سلمية.
وذكرت الشرطة في بيان، أن دائرة شرطة دالاس تلقت تهديدا من مجهول ضد قوات الأمن في سائر أنحاء المدينة، واتخذت إجراءات احترازية لتعزيز أمن عناصرها.
وأفادت عناصر في الشرطة لوكالة "فرانس برس"، بأن هذه الإجراءات شملت فرض طوق أمني حول المقر العام، بينما أكدت وسائل إعلام محلية أن عناصر من وحدة التدخل السريع "سوات" انتشروا حول المبنى، لكن الشرطة نفت لاحقا عبر "تويتر"، فرض طوق أمني حول المقر العام، مؤكدة أنها أعلنت حال التأهب في إجراء احترازي يأتي بعد يومين من مقتل 5 من عناصرها، وإصابة 7 آخرين برصاص رجل أسود.
وبحسب صحيفة "دالاس مورنينج نيوز"، فإن الإنذار صدر إثر رصد رجل يرتدي قناعا، موضحة أن "رجلا يرتدي قناعا أسود تم رصده في موقف للسيارات يقع خلف المقر العام".
وأفادت وسائل إعلام، بأنه على إثر ذلك، بدأ رجال الشرطة بتفتيش الموقف، ولاحقا، أوضحت الشرطة عبر "تويتر"، أنها أجرت عملية تفتيش أولى للموقف من دون أن تعثر على شيء، وأن طواقم التحري ستجري عملية تفتيش ثانية على سبيل الاحتياط.
وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" العديد من عناصر الشرطة المسلحين ببنادق، يسيرون دوريات في الجزء المخصص للزوار من موقف السيارات، ويأتي ذلك بعد ليلة جديدة خرجت فيها مسيرات في مدن أمريكية عدة، تنديدا بممارسات الشرطة العنيفة ضد السود.
ويطالب المحتجون الذين تقودهم حركة "حياة السود مهمة" بالعدالة لاميركيين اسودين التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل قتلا هذا الاسبوع برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا، ونشر لقطات فيديو للحادثين اثارت صدمة في المجتمع الاميركي.
ونفى محامي الشرطي الذي قتل فيلاندو كاستيل، اليوم، أن يكون موكله جيرونيمو يانيز أطلق النار بدافع العنصرية، مؤكدا في المقابل أن كاستيل كان مسلحا، وقال إن ما حمل الشرطي على إطلاق النار "لا علاقة له بالعرق، بل هو على ارتباط بوجود سلاح".
وعلى إثر تواتر حوادث مقتل رجال من السود برصاص الشرطة، وبعد الحادثين الأخيرين، قال القناص الذي قتل قبل أيام 5 شرطيين في دالاس واسمه ميكا جونسون (25 عاما)، لمفاوضيه قبل مقتله، إنه يريد قتل رجال شرطة من البيض انتقاما لمقتل السود.
وبات المسؤولون في دالاس متأكدين الآن من أن جونسون، الجندي السابق في الجيش، تحرك بمفرده ولا علاقة له بأي تنظيم أو مجموعة كما كان يخشى في البداية، لكن مشاهد الرعب في دالاس بولاية تكساس جددت المخاوف من فصل مظلم جديد من العنصرية في أمريكا.
وحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، طمأنة بلاده التي تعيش على وقع الصدمة، مشددا على أن الولايات المتحدة قادرة على تخطي انقساماتها العرقية، ورافضا مقارنة ما يحصل بالأحداث التي شهدتها في البلاد في الستينات من القرن الماضي.
ووصف أوباما الذي سيزور دالاس مطلع الأسبوع المقبل، جونسون بأنه "ذئب منفرد"، معتبرا أن جونسون لا يمثل الأمريكيين السود، ولا الروح التي ينبغي أن نتحلى بها للمضي قدما.
وأكد اوباما على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو، أن الولايات المتحدة ليست منقسمة إلى الحد الذي يراه البعض، قائلا: "هناك حزن، هناك غضب، هناك ارتباك.. لكن هناك وحدة وطنية".
- "الأخطر هو أن تكون اسود"-
وطالبت حركة "حياة السود مهمة"، التي قادت تظاهرات استمرت أشهرا في أنحاء البلاد، احتجاجا على وحشية الشرطة تجاه الأمريكيين من أصل إفريقي، بوضع حد للعنف وليس التصعيد.
وتظاهر مئات الأشخاص سلميا أمس في نيويورك لليلة الثالثة على التوالي، رافعين لافتات تحمل اسمي التون سترلينج وفيلاندو كاستيل.
وشهدت مدن أخرى أمس أيضا مسيرات، بينها إنديانابوليس وفيلادلفيا، حيث دعا المنظمون إلى "عطلة نهاية أسبوع من الغضب".
وليل الجمعة استخدمت الشرطة في فينيكس واريزونا، رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة، وفي روتشستر، نيويورك، ألقي القبض على 74 شخصا خلال اعتصام احتجاجي، غير ان مناطق أخرى من أتلانتا إلى هيوستن، مرورا بنيو أورلينز وديترويت وبالتيمور، جرت الاحتجاجات التي نظمت نهاية الأسبوع تنديدا بعنف الشرطة من دون حوادث.
وسعى السياسيون الأمريكيون إلى توحيد صفوف الأمريكيين بعد أسبوع من أعمال العنف.
وكتبت المرشحة الديمقراطية الى الانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون، عبر "تويتر": "على الأمريكيين البيض الاستماع عندما يتحدث الأمريكيون الأفارقة عن العوائق التي تواجههم".
من جانبه، قال نيوت جينجريتش المرشح البارز لمنصب نائب الرئيس، على لائحة المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب: "الأخطر في أمريكا هو أن تكون أسود"، مضيفا: "أحيانا من الصعب بالنسبة إلى البيض أن يفهموا ذلك، إنه خطر يومي".
-------------
.