بعد تحذير "السيسي".. عسكريون: مواقع التواصل الاجتماعي خطر على الأمن القومي ومنبر للجماعات المحظورة
حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، المصريين، في كلمته امس ، من وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنَّ هناك أشخاصًا في تلك الوسائل يعملون لصالح "أجهزة"، ولا يعرف المصريون أهدافهم.
وأكد الرئيس أن مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالكثير من الأحداث عن مقتل الطالب الإيطالي، "جوليو ريجيني"، بصورة خاطئة، محذرًا الإعلاميين والمصريين من أن تكون مصادرهم هي شبكات التواصل الاجتماعي، التي وصفها بـ"الخطيرة".
جاء ذلك في اللقاء الذي جمعه بممثلي الهيئات البرلمانية بمجلس النواب، وعدد من المستقلين، بحضور مجموعة من ممثلي المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورؤساء النقابات المهنية، ونقابات العمال والفلاحين، وعدد من رؤساء تحرير الصحف، والإعلاميين، لتوضيح وجهة نظر الدولة في العديد من القضايا
وقال اللواء زكريا حسين، المدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية، إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تمثل خطرًا على الأمن القومي للمنطقة العربية برمتها، وليس مصر فحسب، فعن طريقها حدثت عديد من الفتن وأحاديث التخوين في أكثر من مشهد.
وأضاف حسين أن العالم كله يعاني من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنها تروج الشائعات، وتنشرها بسرعة البرق، في تغييب كامل للعقل، خاصةً أن الشائعات التي تنتقل والفضائح التي يتم تصديرها، تنتشر بسرعة أكبر من سرعة الضوء، وللأسف إقناع الناس بالحقيقة أمر صعب، بينما يقتنعون بالباطل بكل سهولة
وأشار إلى مدى خطورة تلك المواقع، قائلًا: "المشكلة هنا في صعوبة السيطرة عليها، فهي مواقع مبعثرة متسيبة، على حد وصفه، فالسبب الرئيسي في ثورة 25 يناير كان الفيس بوك، وإقالة المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، كانت أيضًا بسبب السوشيال ميديا، وبالتالي هي مشكلة صعبة للغاية تواجه كل الأنظمة، وبالأخص في مصر".
وشدد "حسين" على أن أكبر دليل على صدق حديثه، هو انشغال الناس يوميًا بقضايا تافهة على تلك المواقع، مضيفًا: "أثيرت مثلًا قضية النقاب التي أراها تافهة لا تستحق منا كل هذه الضجة، ومع ذلك صنعت منها مواقع التواصل الاجتماعي قضية محورية لها فريق مؤيد ومعارض، وبدأت الحرب، كما حدث من بعض الناس أيضًا في كل قرارات الحكومة مؤخرًا".
وأوضح أن تلك المواقع الآن تعد العدو الأول لـ "الأمن القومي"، فالأمن القومي الآن لا يحارب الإرهاب على الأرض قدر محاربته له على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الموجود على الأرض قد يقتل فردًا أو اثنين، ولكن الموجود على تلك المواقع قد يدمر جيلًا بأكمله
من جانبه، قال اللواء يسري قنديل، الخبير الإستراتيجي، إن ما يحدث الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، أخطر من أي شيء آخر في مصر، فالفكرة هنا في التأثير على وعي الناس عامة والشباب خاصة، وهو ما يجعل كلام الرئيس صحيحًا 100%.
وأضاف قنديل: "كل الناس الآن تعتقد أنها خبراء، في كل المجالات وليس السياسة ولا الكرة فحسب، والمشكلة أن نسبة من يصدق الشائعة أكبر بكثير من الذي يكذبها، وهنا تكمن الكارثة".
وتابع: "المعيار الرئيسي هنا هو أن يكون الشيء في صالح الدولة أو يقف ضدها، وهنا أرى أن تلك المواقع تقف أمام مصالح الدولة، حيث تعتبر منبرًا للجماعات المحظورة، وبالتالي هي بالفعل خطر على الأمن القومي".
-------------
.