حالة من التلاسن الإعلامي "المبطن" شهدها الموسم الرمضاني بين عملاقي الحديد في مصر، فبينما اعتبر البعض أن جملة "شال كتير على ضهره حمل فى الظروف الصعبة كمل" في إعلان حديد المصريين هي إشارة مباشرة لمنافسه عز الذي امتلأت سيرته بتهم استغلال النفوذ في عهد مبارك وأطاحت ثورة يناير به من فوق عرشه، أكد آخرون أن إصرار إعلان "عز" على أنه بـ"أموال مصرية"، إشارة لأبو هشيمة كونه في شراكة مع رجال أعمال قطريين.
 
منذ ظهوره "الحديث نسبيًا" ارتبط اسم أبو هشيمة دومًا بأنه "أحمد عز الجديد"، والذي أزاحته ثورة يناير من المشهد تمامًا وألقت به في غياهب السجن، فسطع نجمه باعتباره الوريث المحتمل لهذه الصناعة، وهو الأمر الذ نفاه مرارًا وتكرارًا من خلال التأكيد في الإعلام أنه لم يره أبدًا، ولم تجمع بينهما إلا "تليفونات المجاملة" لم تزد مدتها عن دقائق.
 
الطموح السياسي والاقتصادي لكلا الرجلين يبدو متشابهًا، فأحدهما التحق بحزب الرئيس والثاني أسّس الحزب الذي يريده الرئيس! عز كان عضوًا ناشطًا في الحزب الوطني الديمقراطي الذي احتكر الحياة السياسية بمصر لعقود، وأبو هشيمة لا يخفي دعمه العلني لحزب مستقبل وطن، الذي يرأسه محمد بدران، ابن السيسي المدلل، والذي تتم تهيأته ليكون له دورًا في الساحة السياسية المصرية.
 
الرجلان لا يتفقان على قوة الخلاف مع الإخوان، فعز يعتبرهم عدوه الأول والأخير، ونادى بإقصائهم من الحياة السياسية بشكل كامل، أما أبو هشيمة فهو على علاقة شراكة "غامضة" بالشيخ محمد بن سحيم آل ثانٍ، وهو رجل أعمال قطري وأحد أفراد الأسرة الحاكمة هناك، ضخَّ في البلاد ملياري جنيه استثمارات بعد ثورة يناير، أهلتهما للاستحواذ على 7% من سوق الحديد المصري، ولكنهما يتفقان حاليًا على تصدر المشهد من باب الاستثمارات الجديدة فالأول يبشر بأعظم توسعات شهدتها مصانعه، والآخر يعد المصريين بأول مصانع صديقة للبيئة عرفتها المحروسة في تاريخها.
 
وبعدما كان عز نزيل السجون، انضم أبو هشمية لعضوية جمعية رجال الأعمال المُسماة "ابدأ"، التي أسسها رجل الأعمال المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حسن مالك. كما أنه كان ضمن لجنة تقصى الحقائق التي شكلتها وزارة المالية بتاريخ السادس من فبراير 2013م،  لفحص الملف الضريبي لآل ساويرس،  والتي ضمت كلًا من، خيرت الشاطر و حسن عز الدين مالك رئيس مجلس إدارة جمعية ابدأ لرجال الأعمال، وممدوح سيد عمر رئيس مصلحة الضرائب، ومحمد عبد الرحمن رئيس قطاع مكافحة التهرب الضريبي، بالإضافة لذلك سافر مع الرئيس مرسي ضمن وفده الرسمي خلال زيارته للصين، بل وتحدثت تقارير صحفية كثيرة أن الطلاق الذي تم بينه وبين زوجته هيفاء وهبي صدر من مكتب الإرشاد.
 
في الوقت الذي تعثرت فيه مشاريع عز الإعلامية بشكل غريب، فأكثر من مرة يُعلن عن نيته إطلاق قناة تليفزيونية ولا يفعل، مكتفيًا ببعض الإصدارات الصحفية الصغيرة في المنوفية، تراجع أبو هشيمة عن وعوده السابقة بعدم الاستثمار في الإعلام، فاشتراه كله في يوم وليلة؛ قناة "أون تي في"، موقع "اليوم السابع"، ووكالة إعلان وموقع إخباري وشركة سينمائية وما خفي كان أعظم.
 
أبو هشمية في ثوبه الحالي يريد أن يقتنص عسل أحمد عز مع الحرص على تجنب "القرص"، فحاول أكثر من مرة أن يبرئ ساحة رجال الأعمال من تهمة الفساد السياسي ملقيًا باللائمة على ابن المنوفية وحده، وأن بقيتهم شرفاء يحبون أوطانهم، متحدثًا بعدها عن تبرعه بالملايين لصندوق تحيا مصر والقرى الأكثر فقرًا، في تزكية واضحة لنفسه عن أمين الحزب الوطني. وإلى الآن يكتفي بإيجاد مسافة كبيرة بينهما بالتأكيد على أنه مكتفٍ بدوره كرجل أعمال "وطني"، ولا يطمح لما هو أكثر بعكس نظيره الذي فاق طموحه الاحتكاري حدود مصانعه فشمل مصر بأسرها.
ابو هشيمه واحمد عز هما فى الحقيقية وجهان لذات الفساد



----------


.