الهدى والايمان



أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مسيرة التعاون العربي الأميركي الجنوبي قد استكملت عقدا كاملا من العمل الجاد والمثمر الذي يعكس طموحات وآمال شعوب دول المنطقتين في التعاون المشترك .

وفي تعزيز موقف الدول النامية المتطلعة إلى خلق نظام دولي جديد يسوده العدل والانصاف، ويقوم على أساس التكافؤ والمساواة، ويرسي السلام والأمن في عالمنا المعاصر.

جاء ذلك خلال كلمته أمام المنتدى الدولي للنقل البحري في تنمية التجارة بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، الذي بدأ أعماله اليوم "الأربعاء" في القاهرة، بحضور الدكتور جلال سعيد وزير النقل المصري، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، والسفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

وأضاف: نلتقي اليوم في افتتاح المنتدى الدولي للنقل البحري في تنمية التجارة بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية .

وهو نتاج لقرار القمة الرابعة لقادة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي عقدت بالرياض في المملكة العربية السعودية (نوفمبر: 2015).

وعبر عن أمله أن يشكل هذا المنتدى فرصة إضافية لتعزيز الشراكة الإستراتيجية وإثراء مسيرة التعاون العربي الأميركي الجنوبي، نحو مزيد من الإنجازات التي تسهم في تحقيق تطلعات وآمال شعوب دول المنطقتين في التقدم والازدهار.

وأشار إلى أن العلاقات بين دول المنطقتين قد شهدت نقلة نوعية في مجالات التعاون المختلفة، وخاصة مجال التعاون الاقتصادي .

حيث تم عقد أربع قمم للدول العربية ودول أميركا الجنوبية، بداية في برازيليا عام 2005، والدوحة 2009، والقمة الثالثة في ليما عام 2012، وأخيرا القمة الرابعة في الرياض 2015.

وانعقد اجتماعان لوزراء الاقتصاد والمال، الأول في كيتو وصدر عنه إعلان كيتو الذي أكد على ضرورة تشجيع التجارة والاستثمار بين المنطقتين .

كما انعقد الاجتماع الثاني في الرباط وصدر عنه إعلان الرباط، الذي أكد على تعزيز الإطار المؤسسي لتنمية التعاون الاقتصادي بين المنطقتين.

وذلك بإحداث آليات مشتركة لبلورة مشاريع تجسد على أرض الواقع أهداف التعاون في عدد من القطاعات ذات الأولوية، وسينعقد بإذن الله الاجتماع الثالث في جمهورية بوليفيا المتعددة القوميات في عام 2016.

وأشار إلى أن قمة الرياض قد رحبت بإنشاء شركة قطاع خاص مشتركة للنقل البحري وأخرى للخدمات اللوجستية بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، بهدف تطوير حركة التجارة بين دول المجموعتين، وهو ما نحن بصدد تدارسهما في هذا المنتدى.

ولفت إلى أن إقامة مثل هذه المنتديات تدعم العلاقات الاقتصادية بين أصحاب الأعمال في المجالات ذات الاهتمام المشترك في المنطقتين، واستكشاف الفرص الاستثمارية، وعقد اتفاقيات تجارية من شأنها تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقتين.

كما أكد على تضامن الجامعة العربية التام مع أصدقائها في دول أميركا الجنوبية في قضاياهم العادلة وفي جهودهم لبناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة.

ومن جانبه أكد وزير النقل المصري جلال السعيد أهمية تعظيم دور الموانئ العربية وتنشيط حركة التجارة البينية سواء بين الدول العربية أولا ومع دول أميركا الجنوبية، وإنشاء الشركات المشتركة بين الجانبين.

وكشف السعيد في كلمة له أمام المنتدى، عن تطوير الموانئ المصرية والأرصفة البحرية في مصر وتأهيل الكوادر البشرية في هذا القطاع الحيوي، وطالب بضرورة تحديث التشريعات لجذب المزيد من الاستثمارات للقطاع الخاص في الموانئ والخطوط الملاحية المصرية.

( فيما أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن هذا المنتدى يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإقليمين العربي والأميركي الجنوبي.

والترويج للفرص الاستثمارية المشتركة بين الجانبين من خلال طرح فكرة إنشاء شركات مشتركة بين الجانبين، حيث يشكل المنتدى فرصة لإطلاع مجتمع رجال الأعمال العربي والأميركي الجنوبي والبنوك العاملة والعاملين في صناعتي اللوجستيات والنقل البحري على ملامح التطور الاقتصادي وحجم الطلب على خدمات النقل البحري والخدمات اللوجستية في كل جانب والمشاريع الكبيرة التي يمكن تنفيذها.

يناقش المنتدى على مدى ثلاثة أيام عددًا من المحاور منها إستراتيجيات التعاون والتكامل بين الجانبين في الأنشطة الاقتصادية المختلفة، خاصة مجالات تطوير دور النقل البحري واللوجيستيات، ودور النقل البحري والخدمات في نقل التجارة بحرًا بين الجانبين، ودراسة جدوى إنشاء شركات مشتركة للخدمات اللوجستية والنقل البحري بين الجانبين.

دور مؤسسات التمويل وغرف التجارة والملاحة في تمويل مشروعي النقل البحري والخدمات اللوجستية بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، وعرض بعض النماذج الناجحة للمشروعات المشتركة للقطاع الخاص بين الجانبين.