البحوث الإسلامية يوضح حقيقة ظهور إحدى علامات الساعة بالصين
الهدى والايمان..
أكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن «الاستنساخ البشري» الذي تزعم إحدى الشركات الصينية تنفيذه حرام شرعا، ويخالف سنة الله تعالى في خلقه، وليس له علاقة بظهور إحدى علامات الساعة الواردة في حديث «أن تلد الأمة ربتها».
واستشهد «الجندي» بقول الله تعالى: «وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا» النساء (119).
وقال المفكر الإسلامي، إن من سُنن الله تعالى في خلقه الزواج بين الرجل والمرأة، مشيرًا إلى أن استنساخ البشر سيُعطل هذه السُنة الكونية، وسيتسبب في كثير من المشكلات القانونية عند تنفيذ العقوبة على من قام بجُرم مثل القتل هل سينفذ الحكم على الإنسان الأصلى أم المستنسخ منه، وكيف يكون نسبه دون وجود أب أو أم.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن مِن أهم المقاصد التي جاءت الشريعة الإسلامية لتحقيقها مقصدان رئيسيان، هما: حفظ الأنساب من الاختلاط والضياع، ودرء المفاسد عن البلاد والعباد، مضيفًا: وعلى هذين المقصدين اعتمد اجتهاد الفقهاء المعاصرين كافة في تحريم «الاستنساخ»
وأوضح المفكر الإسلامي، أما الاستنساخ الحيواني والنباتي فهو جائز ولا مانع منه إذا كان مصلحة ومنفعة؛ كتحسين السلالات مثلًا، بشرط أن لا يعود بالضرر أو الأذى على الحيوان أو النبات، أو يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي، ولو على المدى الطويل.
وردًا على علاقة الاستنساخ البشرى بإحدى علامات الساعة، بيّن الدكتور محمد الشحات الجندي، أنه لا علاقة بالاستنساخ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم-: «أن من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها، أو أن تلد المرأة ربتها أو تلد المرأة بعلها».
وذكر علماء العقيدة وشرّاح الحديث عدّة معانٍ يمكن تلخيصها فيما يلي: القول الأوّل: وهو ما ذكره الخطابي والنووي وغيرهما، أن المقصود هو اتساع رقعة الإسلام، واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربِّها –أي مالكها- لأنه ولد سيّدها، وملك الأب راجع في التقدير إلى الولد.
وتابع: وعلى الرغم من كون هذا القول هو قول الأكثرين إلا أن الإمام ابن حجر قد تعقّب هذا القول، معلّلاً ذلك بقوله: "لكن في كونه المراد نظر لأن استيلاد الإماء كان موجودًا حين المقالة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة».
واستطرد: القول الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، وعلى هذا فالذي يكون من الأشراط غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد أو الاستهانة بالأحكام الشرعية.
واستكمل: والقول الثالث: أن تلد الأمة من غير سيّدها، ولكن على نحوٍ لا تُصبح فيه أمّ ولد، ثم يكون ولدها حرّاً، وضربوا لذلك عدّة صورٍ معروفةٍ في كتب الفقه، وهي: وطء الشبهة، ونكاح الرقيق، أو الإتيان بالولد عن طريق الزنا، وبعد ذلك كلّه: تُباع تلك الأمة بيعاً صحيحاً، وتدور في الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها الذي كان حرّاً من قبلها، فتتحقّق صورة أن الأمة قد ولدت سيّدها أو سيّدتها.
وأضاف: القول الرابع: أن تلد الأمة ولداً يُعتق بعدها، ثم يصير هذا الولد ملكاً من الملوك، فتصير الأم من جملة الرعية، والملك سيّداً لرعيّته، وهذا هو قول إبراهيم الحربي، وقد علّله بأن الرؤساء في الصدر الأول كانوا يستنكفون غالباً من وطء الإماء، ويتنافسون في الحرائر، ثم انعكس الأمر بعد ذلك، وقد تعقّب الحافظ ابن حجر هذا القول بأن رواية: (ربّتها) بتاء التأنيث قد لا تساعد على هذا المعنى.
ولفت إلى أن القول الخامس: أن تلد الأمة زوجها، ووجه ذلك: أن السبي إذا كثر فقد يُسبى الولد أولاً وهو صغير، ثم يُعتق ويكبر ويصير رئيساً بل ملكاً، ثم تُسبى أمه فيما بعد، فيشتريها وهو لا يشعر أنها أمّه، فيستخدمها أو يتّخذها موطوءة، أو يعتقها ويتزوجها، دون أن يعلم أنها أمّه، وقد تُعقّب هذا القول بأن المراد بالبعل: المالك، وهو أولى لتتفق الروايات، واللغة تشهد بصحّة الإطلاق، فإنهم يذكرون أن بعض العرب قد ضلت ناقته، فجعل ينادي بالناس: "من رأى ناقةً أنا بعلها" أي صاحبها ومالكها.
وألمح إلى أن القول السادس: أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام، فأطلق عليه ربّها مجازاً، لذلك أو المراد بالرب: المربي فيكون حقيقة.
ونوه بأن القول السابع، أن تكثر السراري بين الناس حتى تلد المملوكة سيدتها أي تحمل من سيدها وتلد سيدتها، لأن بنت السيد سيدة وابن السيد سيد، وتتغير الأوضاع الاجتماعية.
يذكر أنه أعلنت إحدى الشركات الكبرى الصينية المتخصصة في الاستسناخ، عن استعدادها لإطلاق عملية استنساخ البشر، ويقول العلماء العاملون في الشركة إن التكنولوجيات الحديثة تسمح بعمل ذلك، وهناك فقط عقبة رئيسية تمنعهم من استنساخ الإنسان هي الرأي العام.
وتنوي الشركة إطلاق عملية استنساخ الكلاب والبقر والماعز بحلول عام 2016، وقال رئيس الشركة كسو كساو جونغ إنه تتوفر في الشركة تكنولوجيات تمكنها من استنساخ الإنسان.
ويستمر خبراء الشركة الآن في العمل على تطوير سبل استنساخ القرود كي يمنعوها من الإصابة بأمراض خطيرة. ثم تبقى خطوة بيولوجية واحدة تخطوها الشركة للانتقال من القرد إلى الإنسان.
وكان الدكتور السيد محمد نافع استشاري الجراحة العامة والمفكر الإسلامي، قد ذكر أن الاستنساخ البشرى الذي تقوم به شركة صينية يعد إحدى علامات الساعة التي ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وأضاف «نافع» أن بين علامات الساعة التي أشار لها الرسول الكريم قوله: «أن تلد الأمة ربتها، أو أن تلد المرأة ربتها أو تلد المرأة بعلها»، وكونها علامة من علامات يوم القيامة، لابد أن تفيد العموم والانتشار، كما أن فيها الغرابة والاستنكار.
وأوضح أن هذا الجزء من الحديث الخاص بعلامات يوم القيامة معناه أن المرأة تلد ولادة حقيقية ورفض الباحث أن يكون معنى ربتها، السيدة أو التحكم، أو حتى تفسيرها بأنها سوء معاملة الأبنة لأمها؛ فلا يمكن أن يعود عصر العبودية بعد أن ألغاها الإسلام وينتشر ليصبح ظاهرة، كما أن هناك بعض الأحاديث التي تنهي ذكر لفظ الأمة والرب بمعنى العبيد والأسياد، فالرب هو الله سبحانه وتعالى، والعبد هو الفرد المؤمن بالله، وبالنسبة لتفسير المعاملة السيئة من الابنة للأم فهو لا تستقيم مع لفظ الحديث "تلد".
وخلص نافع من ذلك إلى أن المعنى النهائي للحديث أن المرأة تلد مربيتها، أي تلد أمها، وتلد زوجها، بل وأكثر من ذلك تلد نفسها، وهو ما يمكن أن يحدث بالاستنساخ التوالدي البشري، فهي يمكن ان تلد أي إنسان في الدنيا، حتى لو كان نفسها، إذا فهذا الاستنساخ علامة من علامات يوم القيامة ونهاية العالم.
وأشار المفكر الإسلامي، إلى أن معنى الاستنساخ أن تلد إنسانًا نسخة طبق الأصل، وهو ما يمكن أن يحدث بالفعل، بل وحدث فعلاً، حيث ذكرت العديد من وسائل الإعلام أن الصين باتت جاهزة لإنتاج بشر بالجملة مستنسخين، وهي جزء من الثورة البيو تكنولوجية، مثل الهندسة الوراثية والبشرية.
وبيّن: أن الاستنساخ بمعنى بسيط، هو تكاثر لا جنسي، فلا حاجة فيه لحيوان منوي ولا بويضة، فقط بويضة الأنثى، يقوم العلماء بتفريغها من محتواها والصفات الوراثية، ثم تتحول إلى كيس فارغ، ثم يحقنها بنواة أي شخص يريد استنساخه من أي خلية من خلايا الفم او غيرها، بل حتى يمكن أن تلد المرأة نفسها وامها وغيرها، ولكن يبقى هذا الطفل دون أب ودون هوية.
واستكمل: وحتى الأم نفسها ليس في هذا الطفل شيء، فلا صفات وراثية لها، ولا علاقة لها بالطفل، فالأم حضّانة والأب مجرد خلية، أما الطفل فهو في الواقع توأم أبيه لأنه يحمل نفس الصفات الوراثية لهذا الأب، فالمادة متشابهة، لكن الجوهر والروح مختلفة، وهي التي تؤثر في النهاية على الشخص.
وأكد نافع، أن هذا الاستنساخ له تأثير كارثي على مستوى اختلاط الأنساب، وتجارة البشر، حيث إن إنتاج البشر بالجملة بهذه الطريقة، يعني أنهم سوف يكونون مملوكين لصاحب رأس المال الذي أنفق على تلك التجربة.
وحول قيام البعض بالترويج للاستنساخ بأنه دراسة علاج للعقم، قال: إن هذا مناف للواقع حيث إن المولود عبارة عن أخ للأب نفسه او الأم نفسها، وهي كلها حجج واهية.
ولفت المفكر الإسلامي أن الاستنساخ في حد ذاته إعجاز يثبت تبرئة للعذراء مريم من تهمة الزنا التي اتهمها بها اليهود، فهاهم الآن العلماء يقومون باستنساخ أطفال دون أب، ودون زنا، كما أنه لا يصح أن يقال عن هؤلاء الأطفال أنهم "ابن الله" وإلا سيكون كل هؤلاء المستنسخين كانوا ابناء الله.
----------------------
.