كتب .. مراد عز العرب ..
قضت النيابة العامة في تركيا بإخلاء سبيل مسؤول اعتقل من داخل منزل سيدة مصرية بتهمة التحرش، وذلك بعد الموافقة على محاكمته خارج القضبان بعد الحصول على إفادته في مخفر الشرطة.
ونشرت يوم امس الخميس صحيفة سوزجو التركية صور التقطها نجل السيدة المصرية أثناء تواجد المسؤول التركي في منزلهم وقال للصحيفة إن الصور تؤكد تعرض أمه للتحرش من قبل المسؤول.
وكانت السلطات التركية احتجزت أحمد ب. مدير دائرة الهجرة في مدينة قونيا وسط تركيا، شقيق نائب بحزب العدالة والتنمية الحاكم، بتهمة التحرش بمهاجرة مصرية تقدمت بطلب إلى الإدارة للحصول على الإقامة.
وقال نجل مروة.ع.م” السيدة المصرية الذي لم يفصح عن اسمه إنه التقط هذه الصور بالخفية.
وكانت السيدة المصرية البالغة من العمر 40 عامًا وتدعى “مروة.ع.م” وهي أم لثلاثة أطفال تقدمت بطلب إلى إدارة الهجرة بمدينة قونيا للحصول على تصريح إقامة.
وأوضحت السيدة المصرية أنها في حوالي الساعة الحادية عشر من اليوم التالي تلقت اتصالاً من مدير إدارة الهجرة بالمدينة ليبلغها أنه سيجري زيارة أخرى إلى منزلها، مفيدة أنه بعد 5 دقائق من المكالمة الهاتفية قُرع الباب لتجد السيد أحمد أمامها.
وأضافت السيدة أنه عند توجه نجلتها إلى المطبخ لإعداد الشاي طالبها السيد أحمد بنزع نقابها، وأبلغها أنه يرغب في إقامة علاقة معها.
وقالت السيدة إنها فرت من مصر إلى تركيا لأنها كانت من مؤيدي محمد مرسي.
وتابعت أنها ظنت أن تركيا ملاذ آمن لها ولأولادها الثلاثة، وانتقلت إلى مدينة قونيا بعد مكوثها في مدينة إسطنبول ثلاثة أيام.
وقالت السيدة إنها عندما توجهت إلى إدارة الهجرة في مدينة قونيا قال المسؤولون إنه من المستحيل قبول طلب اللجوء، إلا أنها ذهبت إلى مسؤول آخر بتوصية إحدى اليمنيات المتواجدات هناك.
وعلى ذلك توجهت السيدة المصرية إلى رئيس مركز الهجرة أحمد ب. شقيق البرلماني من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأخذ المسؤول التركي عنوان السيدة المصرية ورقم هاتفها بدعوى أنه سيساعدها شخصيًا.
ويعد المسؤول التركي من أقرب الشخصيات إلى الرئيس أردوغان والتطقت له صورًا مع الرئيس، كما سبق وتحدث عن أن الدولة التركية امتداد للدولة العثمانية وهي دولة قوية.
وقالت السيدة إن المسؤول أكد لها منحها الإقامة في تركيا مدى الحياة بشرط التحدث معها بشكل دائم عبر الهاتف، وإلا سيطردها وأولادها من تركيا في الحال.
وفي اليوم الثاني توجه المسؤول حسب ما ذكرت السيدة في إفادتها في مركز الشرطة إلى منزل السيدة المصرية مجددا وطالبها التحدث معه منفردا، وطلب من بنتها الخروج من الغرفة، وإتيانها بالشاي من المطبخ.
وأردفت السيدة أن المسؤول التركي بعد أن غادرت بنتها الغرفة جلس بجانبها وبدأ يحضنها، كما قام بإزالة النقاب عن وجهها لتقبيلها، وحينها صرخت السيدة جاء أولادها إلى الغرفة، بينما قال المسؤول في إقفادته إنه حضر لمنزلها ليطلب الزواج منها ولكنها طردته من المنزل.
ولفتت السيدة المصرية في إفادتها في مركز الشرطة إلى أنها غادرت فورًا مدينة قونيا إلى مدينة أنقرة مع أولادها، حيث أحد أقاربها هناك.
وعلى خلفية تردد مدير إدارة الهجرة على منزل السيدة أكثر من مرة خلال الشهر الماضي، تقدم نجلها ببلاغ إلى الشرطة حول الأمر، وفور تلقيها البلاغ توجهت الشرطة إلى منزل السيدة المصرية وقامت باعتقال مدير إدارة الهجرة بالمدينة.
من جانبه، أنكر المسؤول التركي الاتهامات الموجهة إليه خلال إفادته لتقضي النيابة بإخلاء سبيله لمحاكمته من خارج القضبان، وبدأت ولاية قونيا تحقيقًا في الأمر.
وذكرت ولاية قونيا في بيانها أنها فتحت تحقيقًا جنائيًا بعد انتقال الأمر للجهات القضائية على خلفية الأخبار المتداولة بحق المسؤول التركي، وطلبت الولاية من وزارة الداخلية تخصيص مفتش ملكية، مشيرة إلى استمرار التحقيقات القضائية والإدارية بشأن الأمر.
هذا وتتواجد في مدينة قونيا وسط تركيا 100 ألف مهاجر من جنسيات مختلفة في المدينة حسب معطيات وزارة الداخية التركية ويشكل اللاجؤون السوريون 98 بالمائة منهم.
.