أغتيال أردوغان بعد حديثه عن انقلاب جديد بات مؤكدا
طارق حسن
اكد المحلل السياسي الأمريكي المعروف مايكل روبن الذي سبق أن وصف المحاولة الانقلابية في تركيا بـ”المسرحية” أن فريق دوغو برينتشاك، زعيم حزب الوطن اليساري أو مجموعات انتهكت حقوقهم، من الممكن أن يخطّطوا لمحاولة اغتيال تستهدف الرئيس رجب طيب أردوغان لأغراض انتقامية.
وكان روبن الذي كان مسؤولاً عن تركيا وايران في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في وقت سابق، ومستشارَا للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في القضايا الخاصة بتركيا وإيران والعراق كتب مقالاً بطلب من معهد “أمريكان إنتربرايز” في واشنطن أثار جدلاً واسعاً في الشارع التركي. اقتبست منه مجلة “نيوزويك” الأمريكية قوله: “بغضّ النظر عمّن يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، فإن الرئيس أردوغان كان على علم بها قبل ساعات من حدوثها، لكن قد يأتي انقلاب ثالث بعد انقلاب أردوغان المضاد يكلّف حياته”. على حد زعمه.
“انقلاب أردوغان المضاد“
وفي تصريحات لموقع ديكان (diken) التركي الإخباري، قال روبن “إذا صدّقت الأحداثُ المعاشة تحليلاتي فهذا يدل على أن ما أقوله ليس من قبيل نظريات المؤامرة. لكن تخفيض حرية الصحافة في تركيا إلى مستويات دنيا تقود الصحف إلى إعداد الأخبار من خلال نظريات المؤامرة. لقد بذل أردوغان جهوداً جبارة من أجل خفض مستوى وسائل الإعلام لهذه الدرجة وتحويلها إلى أداة تسانده في أي ظرف كان. تذكروا الأحداث التي عاشتها تركيا ليلة المحاولة الانقلابية.. حيث لم يأمر أردوغان باعتقال المرتبطين بفتح الله غولن وحسب، بل أمر باعتقال الصحفيين الليبراليين الذين ليس لهم أدنى صلة بغولن أيضاً. وسبب ذلك واضح جداً: إنه يسعى لإخراج كلّ من سيعارضونه في انقلابه الثاني المضاد من اللعبة عقب إفشاله الأول.”
“من الممكن أن ينتقموا من أردوغان”
وتابع روبن: “هناك شائعات حول تخطيط فريق دوغو برينتشاك لعملية اغتيال ضد الرئيس أردوغان. يظهر برينتشاك وفريقه أنفسهم كأنهم يساندون أردوغان في عملية تصفية أعدائه. تماماً مثلما كان أردوغان تحالف مع جماعة غولن لإزالة كل العوائق التي كانت تقف عثرة أمامه.”
وأكّد روبن: “يجب عليّ أن أنبّه أيضاً إلى أن تركيا تعيش حالياً حالة من الاستقطاب والتشرذم لم يسبق لها مثيل في أي مرحلة من مراحل تاريخها. فالاستقطاب الراهن أشدّ بكثير مما كان في عهد رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس وسبعينات القرن الماضي. أظنّ أن نسبة الداعمين لأردوغان لا تتجاوز الخمسين بالمائة. ويظنّ أردوغان أنه قادر على قمع وتخويف البقية بفضل أغلبية مؤيديه دون زعزعة الأمن والسلام والاستقرار، لكنه مخطئ في ذلك، حيث إنه بهذه الطريقة لا يقوم بشيء سوى شيطنة الآخرين وإقصائهم. فهو يعتقل عشرات الآلاف من الناس ويقيلهم من وظائفهم ويغتصب ممتلكاتهم، ويدفع كل من يفكرون على طريقته إلى اليأس والإحباط. وإذ تشهد البلاد هذه الأحداث تبقى المشكلة الكردية هناك دون حل، وينهار الاقتصاد يوماً بعد يوم. وانطلاقاً من هذه المعطيات، فإنني أقول بأنه من المحتمل أن تبادر بعض هذه المجموعات المهمشة إلى تنفيذ عملية اغتيال ضد أردوغان”، على حد زعمه.
“يرى العالم أن أردوغان هو من يقف وراء الانقلاب“
واستدرك روبن قائلاً “كان من الواضح جداً منذ البداية أن المحاولة الانقلابية ستفشل. إذا كان هدف العسكريين الانقلابيين الإطاحة بالحكومة فلماذا يعمدون إلى إغلاق الجسر المعلق أمام المرور ويقصفون مقرّ البرلمان؟ هل سبق أن رأيتم شيئاً من هذا القبيل في الانقلابات السابقة؟ فكل الأحداث الجارية في تلك الليلة تسوق إلى الأذهان الشبهات الواردة حول كون هذه المحاولة عبارة عن سيناريو وضعه أردوغان مع حلفائه. مع ذلك فإن النظرية التي تدعي أن غولن هو مدبر الانقلاب هي النظرية الوحيدة التي تسمح لها بالتداول بين الرأي العام في تركيا، غير أن العالم لا يفكر هكذا. بل بقية العالم يعتقدون بأن أردوغان وأعوانه هم من وضعوا ونفذوا هذه المحاولة الانقلابية لتخلق الذريعة اللازمة لتنفيذ مخططاتهم.”
------------------
.