اختفاء شاب مصرى بألمانيا.. وأسرته تتهم شرطة فرانكفورت بتعذيبه حتى الموت
وأسرته تناشد الرئيس السيسي التدخل
محمد النجار الشاب المختفى فى ألمانيا
مراد عز العرب
ناشدت أسرة الشاب المصرى «محمد النجار»، الذى اختفى بألمانيا فى ظروف غامضة، رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية سرعة التدخل لإعادة جثمانه ودفنه فى قريته بمحافظة الغربية، بعد تلقى الأسرة تأكيدات من زملاء ابنها البالغ من العمر 22 عاماً، بأنه توفى نتيجة تعرضه لتعذيب وحشى من قِبل الشرطة فى مدينة «فرانكفورت» التى كان يعمل بها.
أسرة «النجار» تؤكد وفاته بأحد مراكز الاحتجاز فى «فرانكفورت» واختفاء جثمانه.. وتلوح باللجوء للمحاكم الدولية.. و«الخارجية»: نتواصل مع الجانب الألمانى
وأكد عبدالفتاح النجار، والد الشاب المفقود الى جريدة الحدث المصرية ، أنه علم من بعض أصدقاء ابنه فى فرانكفورت، أن شرطة المدينة ألقت القبض على نجله «محمد»، أثناء وجوده فى أحد شوارع المدينة، وقام أفراد من الشرطة بالتعدى عليه وتعذيبه بالعصىّ والصواعق الكهربائية، مما أدى إلى إصابته بانفجار فى المخ، ولم تحاول شرطة فرانكفورت إنقاذ حياة الشاب المصرى، أو تقديم أى رعاية صحية له.
وأوضح الأب أنه تلقى اتصالاً من شخص يدعى «أمين فاروق»، من أبناء محافظة الدقهلية، ويقيم فى ألمانيا، يفيد بوفاة نجله وتم دفنه فى الأراضى الألمانية، بعد تعرضه للتعذيب على أيدى رجال الشرطة فى ظروف غامضة، ودون وجود أى أسباب معلنة من قِبل السلطات الألمانية، أو إخطار القنصلية أو السفارة المصرية بألمانيا، كما أكد أنه تواصل مع أحد المصريين، وأكد له أنه تلقى سيلاً من المكالمات الهاتفية من زملاء ابنه، أشاروا فيها إلى أن «محمد»، الذى يحمل إقامة فى إيطاليا، تم إلقاء القبض عليه فى فرانكفورت، أثناء عودته من فرنسا برياً، وتم إيداعه أحد مراكز الاحتجاز بإقليم «إيثن»، حيث اختفى بعد ذلك.
وأكد الأب، بينما انخرط فى نوبة بكاء، أن الأسرة تعيش كارثة إنسانية ومأساة حقيقية، كما تسود مشاعر الحزن والغضب أهالى عزبة «المنشاوى»، التابعة لمركز «السنطة» بالغربية، بسبب اختفاء «محمد النجار»، ابن القرية، وبسبب ما أثاره عدد من أقاربه وزملائه حول تعرضه للتعذيب حتى الموت فى أحد مراكز الاحتجاز بمدينة فرانكفورت، وتابع بقوله: «ده ابنى الشاب اللى ربيته وتعبت فى تربيته طول عمرى، حرام والله، إحنا فى دولة، لازم نعرف نحافظ على حقوق عيالنا فى الخارج، يا رب ارحمنا وهون علينا من عذاب فراقه»، لافتاً إلى أن ابنه، الحاصل على الشهادة الإعدادية واستكمل دراسته فى الخارج، سافر إلى ألمانيا منذ صباه، بهدف العمل وكسب قوته بالحلال وبناء مستقبله، والمساهمة فى تجهيز شقيقاته ومساعدة أشقائه.
من جانبه، قال هلال السواح، زوج الشقيقة الكبرى «ولاء»، إن أفراد العائلة تحركوا فور علمهم بالواقعة نهاية الأسبوع الماضى، حيث تقدموا بشكاوى رسمية إلى رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، كما أرسلوا العديد من الاستغاثات إلى المسئولين بوزارة الهجرة، ولكن لم يتم الرد على شكاواهم أو الاستجابة إلى استغاثاتهم المتكررة حتى الآن، وتابع بقوله: «حسبنا الله ونعم الوكيل فى أى مسئول مش بيتحرك معانا ولا بيغيثنا»، ولمَّح إلى أن الأسرة ستلجأ إلى المحكمة الدولية للمطالبة بحقوق ابنها، معبراً عن استيائه جراء ما أُثير حو دفن «محمد» بطريقة تخالف الشريعة الإسلامية.
كما بيَّن أن الجهات المعنية بوزارة الخارجية ومجلس الوزراء لم تقدم أى معلومات حتى الآن حول واقعة اختفاء الشاب، وما إذا كان قد تم دفن جثمانه داخل ألمانيا أم لا، لافتاً إلى أنه «فى حالة تقاعس الحكومة المصرية عن التحرك، سيلجأون إلى المحاكم الدولية لاسترداد كافة حقوقه».
وبينما كانت تحاول مسح دموعها التى تنهمر من عينيها، رددت والدة محمد النجار، أكثر من مرة، عبارة «محمد ابننا ذنبه إيه؟.. عشان دمه مصرى ورخيص؟»، وتابعت أنها كانت تتمنى أن ترى ابنها عريساً مع زوجته وشريكة حياته، ولكن «محمد»، الذى لم ترَه من أكثر من عام ونصف، ثم رددت: «مش هشوفه تانى»، قبل أن تسقط فى نوبة شديدة من البكاء، واختتمت الأم «المكلومة» حديثها لـ«الحدث المصرية » بالقول: «يا ريت الرئيس عبدالفتاح السيسى يدافع عن حقوقنا، ويساعد أفراد الأسرة كلها، ابننا كان هو عائل الأسرة وزهرة عمرنا كله، وربنا يصبرنا على فراقه».
ومن جهة أخرى أكد مسئول فى وزارة الخارجية أن سفارة مصر فى ألمانيا والقطاع القنصلى فى الوزارة يتابعان ما أعلنه عبدالفتاح سليمان النجار والد الشاب محمد الذى قال إنه تعرض للقتل فى ألمانيا وتم دفنه هناك.
وأوضح المسئول فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنه جارٍ التواصل مع السلطات الألمانية للتأكد مما جاء فى رواية سليمان النجار حول نجله الذى انتقل إلى ألمانيا من إيطاليا قبل أشهر قليلة.
--------------
.